الانتقال إلى المحتوى

..:ترانيم الوفاء:.. قصة ثعبان يعلم الإنسان الوفاء


ميسم الكرام

Recommended Posts

قصه من التراث القديم لثعبان يعلم الإنسان الوفاء

--------------------------------------------------

كان ثمه راعي رسمت الأعوام الطويله من حياته أخاديد على جبينه وإنسابت ترسم خوارط الزمن على تفاصيل وجهه الذي قضى أكثر من ستين عاماً

يتطلع الى شوامخ الرواسي، يقضي سحابة النهار وهو ينفخ بمزماره الخشبي يرعى العشب النضر ،
وفي صباح يوم والشمس تطل من وراء الجبل والقطيع بين المروج وأنامل الشيخ تداعب مزماره الخشبي وهو غارق في اللحن الشجي ..

ظهر ثعبان كبير الجرم طويل يتلوى راقصاً طرباً أمام الشيخ الراعي الذي إنتابه شيئ من الذعر لكنه آثر أن يواصل النفخ في المزمار لعل الثعبان ينصرف عنه 

ورفع من صوت المزمار لكن الثعبان ما أنفك يتلوى ويرقص بإصرار وعنف 

ثم إنسل الثعبان الى ثقب صخرة عظيمة والشيخ الراعي يداري نفسه مما إنتابه من هلع ثم لم يبث إن وجد الثعبان يعود من غاره في فمه قطعه من الذهب

رماها الى الراعي وإنسل الى مكمنه,

رفع الراعي قطعة الذهب يداري نفسه ما إنتابه من هلع وفرح عارم ويقول في نفسه إنه ذهب، ذهب حقيقي!
ودس قطعة الذهب هذه في جيبه ثم دفع بالقطيع نحو مشارف القرية والحيرة تعقد لسانه،
وما إن جاء الصباح التالي حتى عاد الراعــــــــي إلى المكان نفسه وشرع ينفخ بمزماره وبعد لحظات بان الثعبان يتلوى حتى وواجه الراعي وبدأ بالرقص وما إنفك يرقص ، والراعي يعزف حتى دب الوهن بجسد الثعبان فإنسل إلى مكمنه وخرج بقطعه من الذهب ورماها أمام الراعي وعاد الراعي الى بيته.
وهكذا نشأت بين الراعي والثعبان صداقة جميلة وألفة ومودة ،، الراعي يعزف شجي اللحن كل يوم, والثعبان يرقص طرباً 

وقد أخفى الراعـــــي سره سعيداً بما حباه الله له من حظٍ وافر ورزق وفير
وأراد الشيخ أن يحج الى بيت الله الحرام كانت هذه أمنية حياته ولكن كيف سيترك القطيع وصديقه الثعبان ؟ ،

فنادى إبنه الشاب وأسرى إليه بسره وقال له ما عليك الإ إن تذهب الى المكان وتنفخ بالمزمار وسوف تجد الثعبان راقصا أمامك وسيرمي القطعة إليك.
نفذ الإبن وصية والده وحصل على القطعه الأولى والثانية والثالثة، ولكن عندما عاد الى البيت أسر الى نفسه أمراً قائلاً: 

كم نحن أغبياء ! هل نعلق مستقبلنا على أهواء ثعبان ننتظر منه أن يمنحنا قطعة من بعد قطعة لا بد هنالك  كنزاً وفيرا ؟

سأقتل الثعبان غداً  في باكر الصباح وأستحوذ على الذهب كله دفعة واحدة 

وفي الصباح كان الراعي الشاب يعزف على مزماره وقد أخفى بالقرب منه حجراً وما إن ظهر الثعبان حتى رفع الشاب الحجر عالياً وأهوى به على الثعبان،

لكن لم يصب الثعبان بل أصاب ذيله فإنقطع ذيله فقط ، 

وفي لحظات كان الثعبان يقفز بجنون نحو الشاب وعضه عضة مميتة سامة أردته صريعا في مكانه وتوارى خلف الصخور وعاد القطيع في المساء أشتاتا دون راع.
عندما عاد الراعي الشيخ من الحج قيل له إن إبنه قد وجد قتيلاً من عضة ثعبان وقد ورى التراب . 

فإستشف الراعي إن إبنه قد أساء الى الثعبان، وفي الصباح كان هناك في المكان المعهود يرسل أنغام مزماره ساعات طويلة وطويلة حتى كاد اليأس يخيم عليه 

والشمس شارفت على المغيب، 

ثم ظهر الثعبان وقال: إيها الراعي الشيخ لا تتعب نفسك فلن أرقص على عزف الناي بعد اليوم حتى يتعلم الإنسان الوفاء،
ولكن ياعزيزي الثعبان لم أكن أنا الذي أساء إليك، لقد كان إبني.
أجابه الثعبان : نعم يا عزيزي الراعي لكن كلما وجدتني أمامك ذكرتك بإبنك الذي عضضته وكلما نظرت الى ذيلي المقطوع ذكرت ابنك فلن أنسى..

 

لن تكون أنغامك الأنغام نفسها ولن تكون رقصتي الرقصه نفسها فوداعا وداعا إيها الإنسان حتى تتعلم الوفاء وتوارى الثعبان خلف الصخور

 

 

رابط هذا التعليق
شارك

انضم إلى المناقشة

يمكنك المشاركة الآن والتسجيل لاحقاً. إذا كان لديك حساب, سجل دخولك الآن لتقوم بالمشاركة من خلال حسابك.

زائر
أضف رد على هذا الموضوع...

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   تمت استعادة المحتوى السابق الخاص بك.   مسح المحرر

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • أضف...

برجاء الإنتباه

بإستخدامك للموقع فأنت تتعهد بالموافقة على هذه البنود: سياسة الخصوصية